وطنية - وقع الاعلامي الزميل عماد الدين رائف، ضمن فعاليات "معرض بيروت العربي والدولي للكتاب" ال60، كتابه الجديد "1897 قصص بيروتية"، وهو عبارة عن دراسة وترجمة للقصص الاجتماعية التي كتبها المستشرق أغاتانغل يفيموفيتش كريمسكي في بيروت ربيع العام 1897، قبل مئة وعشرين عاما.
وتتناول قصص كريمسكي تفاصيل كثيرة عن المجتمع البيروتي في نهاية القرن التاسع عشر، عاداته في المأكل والملبس، أحاديث الناس في الدين والطائفية والمعيشة والسياسة، الفوارق الطبقية في المجتمع والعلاقات بين الناس، العمارة والفنون، طرائق التعليم والاختلافات بين الإرساليات، الحضورين الفرنسي والروسي في بيروت".
ويقول كريمسكي في إحدى رسائله عن قصصه: "إن هذه القصص تحكي عن بيروت ولا تتضمَّن أيَّ اختلاق أو تخيل. إنها الحقيقة مجردة، لكنني، ولكي أجعل ملحوظاتي الاجتماعية والإثنوغرافية أكثر تشويقا للقراء حكتها قصصا وصببتها في قالب أدبي جميل".
وتعتبر القصص البيروتية أول نتاج لكريمسكي في باب القصة الاجتماعية، وكان قد وصل إلى بيروت بحرا، بموجب بعثة علمية من "معهد لازاريف للغات الشرقية" في موسكو، في تشرين الثاني 1896، حيث كان هدفه تعلم اللهجات الشامية. واستقر عند عائلة بيروتية وسط أناس لا يعرفون أي لغة أجنبية سوى عربيتهم العامية المحكية، ما شكل تحديا كبيرا لديه. إلا أنه سرعان ما بات ملما بتفاصيل الحياة اليومية للمدينة. وما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأ يكتب بحوثه العلمية إلى جانب المقالات المتعددة، والأشعار، والقصص التي تصدر اليوم بصيغتها العربية على يد رائف، بعد 120 سنة على كتابة كريمسكي له".
يذكر أن كتاب "1897 قصص بيروتية"، هو الثاني للزميل رائف، الذي كان قد وقع في السنة الماضية كتابه "حكايات ستيبان كوندوروشكين - لبنان قبل قرن بريشة روسية"، وهو قصص مختارة من كتاب "قصص سورية" لكوندوروشكين طبعها في سان بطرسبورغ سنة 1908. وبذلك يكون قد أتم مهمة دراسة وترجمة ما كتبه أدباء روسيا القيصرية، في فن القصة القصيرة عن عاصمة لبنان ومناطقه، بحدوده الحالية".