يحتفي ملتقى الكتاب في مدينة لفيف بنسخته الخامسة والعشرين، بإطلاق وعرض كتاب "التنويريون الأوكرانيون والإسلام" الصادر باللغة الأوكرانيّة عن "المركز الأوكراني للدراسات الإسلامية"، بقلم الباحثة العلمية في "متحف إيفان فرانكو الأدبي التراثي" سولوميا فيفتشر، وذلك عصر أوّل أيام المعرض في 19 أيلول/ سبتمبر الجاري.
تقول الباحثة فيفتشر إن كتابها أتى نتيجة بحوث علمية تؤكد أنّ الإسلام لم يكن يومًا غريبًا عن الثقافة الأوكرانية، بل كانت الثقافة الإسلامية قريبة جدًا منذ أيام كييف – روس حتى الزمن الحاضر، وقد انعكس ذلك في الأعمال الأدبيّة. وتشرح أنّها عكفت على دراسة الدوافع الإسلامية في الأعمال الأدبية لدى الكتّاب والشعراء الأوكرانيّين البارزين، مثل بانتيلمون كوليش، وتاراس شيفتشينكو، وإيفان فرانكو، وأغاتانغل كريمسكي، وميخائيل كاتسيوبينسكي، وليسيا أوكراينكا، وغيرهم. كما تناولت في كتابها الأعمال الأدبية للكتّاب المعاصرين، لاسيما الروايات والقصص التاريخيّة الصادرة في القرن العشرين. وأفردت بابًا لروائع الشعر الشرقي (العربي والفارسي) المترجمة إلى الأوكرانيّة، بالإضافة إلى باب لتراجم القرآن إلى هذه اللغة.
قدّم للكتاب المستشرق والمترجم الأوكراني ميخائيلو ياكوبوفيتش، الذي سلجت باسمه ترجمة معتمدة لمعاني القرآن الكريم إلى الأوكرانيّة. عرض ياكوبوفيتش في مقدمته لجوانب من محتويات الكتاب وأهميّته، ورأى في مطلعها أن موضوع الاستشراق، أو الاهتمام بالشرق وثقافته ولغاته وتقاليده وتاريخه، يعتبر من المواضيع الشعبيّة في آداب البلاد الأوروبيّة. ويشار إلى أوكرانيا أحيانًا، بأنّها ليست القسم الأكثر "شرقًا" في أوروبا فحسب، بل تعتبر جسرًا بين الشرق والغرب. ذلك على الرغم من أنّ التاريخ الإقليمي المعقد لأوكرانيا قد لا يسمح بأي نوع من الالتباس، خاصة المناطق الشرقيّة منها، كما هي الحال بالنسبة إلى القرم والسهوب المتاخمة لضفاف البحر الأسود. ويسرد ياكوبوفيتش لأبرز محطات الاستشراق وتأثيرات إسلامية وشرقيّة على الكتّاب والمبدعين، ويرى أنّ كتاب سولوميا فيفتشر ليس صفحة جديدة في الأبحاث الأدبيّة الأوكرانيّة فحسب، بل دعوة مفتوحة إلى النقاش.
ذلك ويتألف كتاب "التنويريون الأوكرانيّون والإسلام" من عشرة فصول، ويقع في 226 صفحة، وهو يسير وفق خط كرونولوجي بدءًا من المخطوطات والحوليات الكييفية القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، وقد صيغ بأسلوب سلس سهل، يقرّب إلى القارئ المادة المتخصّصة ويجعلها في متناول المعلمين والطلاب والمتخصّصين وكل المهتمين بالآداب الأوكرانية وكذلك المهتمين بعلاقة هذه الآداب بالدوافع الإسلامية.
يذكر أن فعاليات الملتقى الخامس والعشرين للكتاب في مدينة لفيف في العام الحالي تجري بين 19 و23 الجاري، ويترافق الملتقى مع المهرجان الأدبي العالمي الثالث عشر. وقد انطلقت فعاليات الملتقى في العام 1994 وينظم سنويًا في أيلول/ سبتمبر، وهو من أهمّ معارض الكتب في أوكرانيا والأضخم على صعيد أوروبا الشرقيّة. ويهدف ملتقى الكتاب إلى جمع كل المهتمين بتنمية النشر في أوكرانيا، وبتعميم الثقافة والمعارف، وبالترويج للكتاب الأوكراني وفتح الآفاق لدى كل محبي المطالعة. ويشارك في المعرض سنويًا 250 دار نشر، ويرتاده نحو خمسين ألف زائر، ويعرض نحو 2500 عنوانًا جديدًا لحوالي 750 كاتبًا وكاتبة من 25 دولة مختلفة.