فتحت اتفاقية التعاون التي وقعها رئيس بلدية ضهور الشوير وعين السنديانة حبيب مجاعص مع مديرة متحف أرشيف الدولة الأوكرانية المركزي للآداب والفنون الدكتورة أولينا تشيجوفا، الطريق أمام مشروع متحف يضم وثائق تاريخية وصورا ورسائل تركها رائد الاستشراق الأوكراني أغاتانغل كريمسكي حين حل في الشوير قبل 122 عاما.
وكان مجاعص وتشيجوفا قد وقعا الاتفاقية على هامش معرض وثائق تاريخية في قاعة مكتبة القصر البلدي في ضهور الشوير بعنوان "أغاتانغل كريمسكي في الشوير"، بدعوة من: السفارة الأوكرانية في لبنان، بلدية ضهور الشوير وعين السنديانة، متحف أرشيف الدولة الأوكرانية المركزي للآداب والفنون، ومعهد المخطوطات في مكتبة فيرنادسكي الوطنية الحكومية - كييف، وذلك في حضور السفير الأوكراني في لبنان إيهور أوستاش، منظمة المعرض الكاتبة والمؤرخة الدكتورة مارينا هريميتش، المستشار العلمي والمترجم الزميل عماد الدين رائف، النحات اللبناني العالمي بيار كرم، رئيس نادي متخرجي الجامعات والمعاهد الأوكرانية في لبنان الدكتور ذوقان جرماني، رئيسة جمعية الجالية الأوكرانية في لبنان إيرينا فيسوتا، إلى جانب مجاعص وتشيجوفا وعدد كبير من خريجي الجامعات الأوكرانية وأبناء الجالية الأوكرانية في لبنان والمهتمين بالأدب والتاريخ.
تناولت كلمتي الافتتاح لرئيس البلدية مجاعص والسفير أوستاش، أهمية الحدث والبحث العلمي الطويل الذي قاد إلى المعرض، وأن المعرض هو نواة متحف تنشئه بلدية ضهور الشوير في السوق العتيق، يتضمن نسخًا أصلية من المعروضات الحالية. وتطرق أوستاش في كلمته إلى تعاون المنظمين مع أهم مصدرين للوثائق في أوكرانيا: معهد المخطوطات في مكتبة فيرنادسكي الوطنية الأوكرانية - كييف ومتحف أرشيف الدولة الأوكرانية المركزي للآداب والفنون.
وكشف في الحفل الستار عن وتمثال نصفي لأغاتانغل كريمسكي أنجزه النحات بيار كرم.
أما أبرز المعروضات، فهي الوثائق، ومنها البطاقات البريدية التي أرسلها كريمسكي من الشوير صيف العام 1897 إلى أهله في أوكرانيا، الرسائل التي أرسلها كريمسكي من الشوير، وأهمها رسالة تتحدث عن الطبيعة الساحرة لجبل لبنان، بالإضافة إلى مخطوطات كريمسكي الأولى لمجموعة قصص بيروتية - 1897، وأغلفة الطبعات الأولى من أعماله التي أنجزها في لبنان.
كما يضم المعرض مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية التي تجسد مناطر طبيعية للشوير وجوارها، وعين السنديانة، ودرب الشام، وعاريا، ودير مار يوحنا ودير مار الياس وغيرها، التقطها أحد المصورين المحليين بطلب من كريمسكي صيف العام 1897).
يذكر أن أغاتانغل كريمسكي ولد سنة 1871، هو رائد الاستشراق الأوكراني، عالم بالدراسات العربية والتركية والفارسيّة، كاتب ومؤرخ ولغوي وانثروبولوجي أتقن عددًا كبيرًا من اللغات. أحد مؤسسي "أكاديمية العلوم الأوكرانية" وسكرتيرها الدائم، حتى قضى نحبه في معسكر للاعتقال في كوستاناي (كازخستان) شتاء العام 1942. أرسلته الجامعة في بعثة علمية إلى بيروت العثمانية لدراسة اللهجات الشامية بين العامين 1896 و1898، فسكن نحو سنتين في حيّ الرميل عند أسرة زميله ميخائيل يوسف عطايا (1852 - 1924)، وقضى فصل الصيف في العام 1897 في الشوير وجوارها مع أسرة عطايا. وقد ترك كريمسكي مجموعة "قصص بيروتية" ترجمها إلى العربية عماد الدين رائف، وصدرت عن رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، 2017، وكذلك ديوان شعر بعنوان "سعف النخيل" يتضمن قصائد غرائبية تجمع بين الحبّ والغزل والوحدة والحنين، ترجمه إلى العربية رائف كذلك، ويصدر عن دار دولبي، كييف، ويطلق في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كانون الأول المقبل.