ليسيا أوكراينكا في مصر

في إحدى رسائلها إلى عائلتها كتبت ليسيا أوكراينكا (1871 – 1913) أنها لا تسافر كسائحة، إنما كمريضة. عندما كانت هذه الشاعرة الكبيرة طفلة، شخص الأطباء أنّ لديها مرض سلّ العظام، ما اضطرها إلى قضاء الوقت باستمرار في بلدان ذات مناخ حار وجاف. لكن، بالطبع، أتيحت لها الفرصة كذلك للسفر إلى بلدان كثيرة في أوروبا وآسيا، وغالبًا ما كان نصيب زوجها كليمنتي كفيتكا أن يُرسل في رحلات عمل إلى أماكن لم تكن مناسبة لصحتها تمامًا. كما أن الشاعرة قصدت شبه جزيرة القرم والقوقاز ومصر لكون المناخ في تلك الأماكن يتلاءم مع طبيعة علاجها. زارت ليسيا مصر ثلاث مرات، وأمضت هناك السنوات الأخيرة من حياتها. 
مطلع القرن العشرين كان الناس يسافرون من أوكرانيا إلى مصر عن طريق البحر، غالبًا ما كانت السفن تنطلق من جورجيا، وكانت بطاقات السفر غير مكلفة. في أول رحلة لها عام 1909، حلّت ليسيا في بلدة حلوان بالقرب من القاهرة. ومن خلال مراسلاتها مع والدتها، نعلم أن مصر في تلك الفترة كانت تجتذب إلى مصحاتها ومنتجعاتها السيّاح من الإمبراطورية الروسية بنشاط. درست ليسيا في مصر التاريخ المحلي، وعملت في الترجمة، وأعطت دروسًا خاصة للأطفال، وكان من نتاج تلك المرحلة أدبيًا الدراما المسرحية التاريخية الشهيرة "زوجة النبيل"، التي نظمتها في ثلاثة أيام فقط خلال رحلتها الأولى إلى بلاد الفراعنة. 
في شقة الشاعرة، الكائنة في شارع ساكساهانسكي في كييف، التي تحولت إلى متحف، يمكن للزائرين معاينة الحجاب – غطاء رأس المرأة المصرية، ويقال إن ليسيا كانت تجمع أنواعًا مختلفة من تلك المناديل، وتذكرة سكك الحديد المصرية، وقائمة طعام مطعم في حلوان، وهدايا تذكارية على شكل جعران. أما في ما يتعلق بنصب ليسيا أوكراينكا التذكاري البرونزي، الذي أزيحت عنه الستارة في باحة مكتبة الإسكندرية، خلال حفل افتتاحه سنة 2002، فهو من إبداع الفنان بوهدان كورجا.    

بطاقة
ولدت ليسيا أوكراينكا (اسمها الحقيقي لاريسا بيتروفنا كوساتش – كفيتكا)، في 13 شباط/ فبراير (25 منه) سنة 1871، في مدينة نوفهراد فولينسكي (الآن منطقة جيتومير)، وتوفيت في 19 تموز/ يوليو (1 آب/ أغسطس) سنة 1913 في قرية سورامي في جورجيا. شاعرة وكاتبة أوكرانية عظيمة، مترجمة، ناشطة ثقافية. ولدت ليسيا ضعيفة، كانت مريضة طوال حياتها، توفيت وهي في الثانية والأربعين من عمرها. تعتبر رمزًا لأصالة أوكرانيا واستقلالها، على قدم المساواة مع كبار الأدباء والفنانين، مثل تاراس شيفتشينكو، وهريهوري سكوروفودا، وإيفان فرانكو.