أولينا إيفانوفنا شوفيجنوفا شاعرة وناقدة أدبية وناشطة ثقافية واجتماعية أوكرانية. ولدت في أسرة بيلوروسية أوكرانية مثقفة. كانت والدتها ابنة كاهن، أما والدها إيفان أفاناسيفيتش فكان مهندسًا مائيًا معروفًا، تنقل في عمله على مجاري أنهر موسكو، الفولغا، كلايزما، وحوض الدون الأعلى، وكان أحد مبتكري مشروع ري السهوب العطشى بالقرب من طشقند (عاصمة أوزبكستان). انتقلت أسرة أولينا إلى كييف عام 1918، في طفولتها، انجذبت أولينا إلى طبيعة المدينة وحدائقها وبساتينها، وربما ذلك ما أيقظ فيها خيالها الشعري. في كييف، درست أولينا الأوكرانية والروسية والألمانية والفرنسية في معهد دوتشنسكا للفتيات.
تظهر بعض المواد الأرشيفية أن أولينا غادرت مع والدتها وأخيها سيرهي كييف إلى جمهورية التشيك سنة 1925، حيث استقروا في مدينة بودبرادا، التي سبقهم إليها رب العائلة إيفان، وكان في ذلك الوقت رئيسًا لأكاديمية الاقتصاد الأوكرانية. في تشيكيا، تخرجت أولينا من قسم التاريخ وعلم اللغة في المعهد التربوي الأوكراني في براغ. آنذاك التقت بصديقها الوفي، الذي ستسير معه في درب الإعدام، ميخايلو تيليها، وبعد زفافها إليه ستحمل اسم عائلته. في جمهورية التشيك غدت أولينا شاعرة وناقدة أدبية معروفة.
Photo: Nina Golovchenko FB |
Pبعد اندلاع شرارة الحرب العالمية الثانية تسارعت الأحداث في حياة أولينا، التي التقت في كراكوف (مدينة أوكرانية، الآن داخل حدود بولندا) بـ أوليه أولجيتش، فانضمت إثر اللقاء إلى "منظمة القوميين الأوكرانيين"، وعملا معا على صياغة الأعمال المراجع الثقافية والتعليمية لهذه المنظمة. في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 1942، وصلت أولينا إلى كييف، وأعادت تنظيم "اتحاد الكتاب الأوكرانيين" تحت الاحتلال النازي، وافتتحت نقطة لإطعام رفاقها، وتعاونت مع هيئة تحرير "أوكراينسي سلوفو" (الكلمة الأوكرانية)، وأصدرت مجلة "ليتافري" الأدبية الفنية الأسبوعية.
ألقت سلطات الاحتلال النازي القبض على هيئة تحرير "أوكراينسكي سلوفو"، إلا أن أولينا تاليها لم تتوار عن الأنظار، بل تجاهلت الألمان المحتلين بتحد مبدئي. بعد حظر مجلة "ليتافري" بدأت حملة الاعتقالات في 7 شباط/ فبراير 1942، وكانت صديقة لأولينا قد حذرتها من أن الغيستابو قد أعد لها كمينًا، لكنها لم تأبه وكانت تواظب على تنمية اتحاد الكتاب، وقالت لأحد زملائها: "لن أهرب مرة أخرى من كييف. لن أهاجر. أنا لا أستطيع...".
كان خيارها البقاء في المدينة ومقاومة المحتلين، بوعي منها، وهكذا ألقي القبض عليها وعلى زوجها ميخايلو تاليها. وفق المؤرخين، في 22 شباط/ فبراير 1942، أعدمت أولينا وزوجها ورفاقها الكتاب الوطنيين الأوكران في منطقة بابي يار في كييف، رميًا بالرصاص.