لمناسبة الذكرى الخمسين بعد المئة على ولادة العالم والمستشرق الكبير أغاتانغل كريمسكي نظم قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدني في الجامعة الأميركية في بيروت، وكرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية، والسفارة الأوكرانية في لبنان، ومعهد كريمسكي للدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الأوكرانية للعلوم في كييف مؤتمرًا دوليًا بعنوان "أغاتانغل كريمسكي ولبنان" شارك فيه باحثون وأكاديميون من أوكرانيا ورومانيا ومصر ولبنان.
افتتحت أعمال المؤتمر بكلمتين ترحيبيتين من قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدني في الجامعة الأميركية في بيروت بلال أورفه لي، والسفير الأوكراني في لبنان إيهور أوستاش، متناولين أهمية المناسبة وعلاقة كريمسكي بلبنان عمومًا وبالجامعة الأميركية في بيروت خصوصًا، أثناء إقامته في المدينة بين عامي 1896 و1898.
حملت الجلسة الأولى عنوان "نثر أغاتانغل كريمسكي وشعره عند تقاطع الأدبين الأوكراني والعربي"، وحاضرت فيها طالبة الدكتوراه في الجامعة الأميركية في بيروت، الباحثة والمترجمة أوكسانا بروخوروفيتش، التي أحيت ذكرى الباحث الراحل ياروسلاف ستيتكيفيتش (بروفيسور في الأدب العربي لدى قسم لغات الشرق وحضاراته في جامعة شيكاغو) عبر عرض مقالته "شعر أغاتانغل كريمسكي الاستشراقي".
كما حاضر المترجم والناقد الأدبي والصحافي عماد الدين رائف تحت عنوان "الترجمة الأدبية من الأوكرانية إلى العربية – أعمال أغاتانغل كريمسكي نموذجًا"، متناولا جانبًا من مسائل الترجمة الأدبية في نصي كريمسكي "قصص بيروتية" و"سعف النخيل"، اللذين نقلهما إلى اللغة العربية.
وحاضر الناقد والمترجم الدكتور سمير مندي المتخصص في الأدب العربي المعاصر والنظرية النقدية تحت عنوان "صور بيروت بين أغاتانغل كريمسكي وميخائيل نعيمه ومحمود درويش من خلال النصوص: قصص بيروتية وسبعون وذاكرة للنسيان"، مقارنًا بين جملة من السمات المشتركة المتضمنة في أعمال الأدباء الثلاثة والمتقطعة في مدينة بيروت في ثلاثة أزمنة مختلفة.
تلا ذلك عرض لإصدار ضخم جديد مصوّر عن "إنجيل مازيبا"، الذي صدر في مدينة حلب في عام 1708، بدعم من الهيتمان الأوكراني إيفان مازيبا. فحاضر معدّ الإصدار والمقدم له السفير أوستاش حول عمله خلال السنوات الماضية على إيجاد نسخة من الأصل بين دير سيدة البلمند في شمال لبنان، والأرشيف الروماني، ومعهد المخطوطات التابع لمكتبة فيرنادسكي الوطنية الأوكرانية في كييف، واسترشاده بآثار كريمسكي حول الموضوع.
كما كانت كلمة للسفير الأوكراني في لبنان كاتالين موردار عن النسخة المحفوظة في الأرشيف الروماني عن الإنجيل، وتناولت الباحثة الأولى في معهد الدراسات جنوب شرق أوروبا الدكتورة إيوانا فيودوروف عن المطبوعات الأولى التي يحتفظ بها الأرشيف الروماني التي صدرت في حلب مطلع القرن الثامن عشر وأهميتها، ومن بينها الإنجيل المذكور، وقارنت فيما بينها. وتحدثت عن أهمية دعم الهيتمان إيفان مازيبا لصدور تلك الكتب.
المحاضرة الثانية كانت للسفير أوستاش بعنوان "أغاتانغل كريمسكي وطباعة الكتب في لبنان في القرنين السابع عشر والثامن عشر"، تناول فيها بحوث كريمسكي حول تاريخ الطباعة في لبنان بدءًا من الأديرة المسيحية متوقفًا عند أهم الكتب المطبوعة فيها.
المحاضرة الثالثة تناوب عليها كل من الباحثة الأولى في قسم الشرقين الأدنى والأوسط في معهد كريمسكي للدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الوطنية الأوكرانية للعلوم الدكتورة يوليا بيتروفا، ورئيس قسم الشرقين الأدنى والأوسط في المعهد أولكسي خامراي، عنوان محاضرتهما "مجموعة الأمثال اللبنانية الشعبية في أرشيف أغاتانغل كريمسكي"، الشق الأول منها العثور على مخطوطات كريمسكي التي تضمنت الأمثال الشعبية في معهد المخطوطات في كييف، وما كان أعده للطباعة منها ولم يطبع. أما القسم الثاني فتحليلي يتضمن عمل كريمسكي على الأمثال، وضبطها بالحرف السيريلي، ثم شرحها وترجمتها إلى الفرنسية.
المحاضرة الرابعة والأخيرة في هذه الجلسة ألقاها المخرج السينمائي، طالب الدكتوراه في جامعة كاربينكو كاري للمسرح والسينما والتلفزيون ستانيسلاف ليتفينوف حول "تاريخ التصوير السينمائي اللبناني بعدسة رسائل أغاتانغل كريمسكي"، عرض فيها عددًا من الصور والمشاهد وأفلام الفيديو وتناول أهميتها في التأريخ للحقبة التي عاش فيها كريمسكي في لبنان. كما عرض مقطعًا من فيلمه الوثائقي "الأوكران ولبنان"، الذي أنتج في العام الماضي.