تظاهرة ثقافية أوكرانية في جامعة "ألبا"


استضافت "الأكاديمية اللبنانية للفنون – ألبا" في بيروت، يومًا ثقافيًا أوكرانيًا تضمن إحياء ذكرى الفنانة الأوكرانية العالمية ليدا ليبكوفسكا التي كانت أستاذة في الجامعة، وعروضًا عن تاريخ العلاقات بين أوكرانيا والمشرق، وتقديمًا لإنجيل مازيبا الذي طبع في حلب مطلع القرن الثامن عشر، وعروضًا للكتب المترجمة من الأوكرانية إلى العربية، وعروضًا فنية في الغناء الفلكلوري والرقص الأوكراني، ومعرضًا فنيًا وتقديم مأكولات من المطبخ التقليدي الأوكراني. نظم اليوم الثقافي بمشاركة السفير الأوكراني في لبنان إيهور أوستاش، عميد الجامعة أندريه بخعازي، رئيسة جمعية الجالية الأوكرانية في لبنان إيرينا فيسوتا، رئيس نادي خرجي الجامعات والمعاهد الأوكرانية في لبنان ذوقان جرماني، وعدد من الكتاب والفنانين وحشد من رعايا أوكرانيا وخريجيها، وطلاب الجامعة ومهتمين. 

بعد النشيدين الوطنيين الأوكراني واللبناني، افتتح السفير أوستاش فعاليات النشاط في مسرح الجامعة بكلمة، شكر فيها جامعة ألبا على استضافتها النشاط وتنظيمه مع السفارة، مؤكدًا على أهمية العلاقات مع لبنان، لاسيما أن الحفل يتزامن مع الذكرى الثلاثين لإقرار الاستقلال الأوكراني وأن لبنان أول دولة عربية اعترفت باستقلال أوكرانيا مطلع التسعينيات. 

من جهته، ثمّن العميد بخعازي في كلمة ترحيبية العلاقات الوديّة التي تربط الشعبين اللبناني والأوكراني، وأهمية تنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة، متحدثًا عن عهد رئيسها الراحل ومؤسسها ألكسيس بطرس وعمل الفنانة الأوكرانية ليدا ليبكوفسكا ضمن الكادر الأكاديمي في الجامعة في خمسينيات القرن الماضي. 



"الأوكران ولبنان"

تضمن الحفل عرضين للسفير أوستاش، الذي تحدث عن كتابه "الأوكران ولبنان"، الذي تحول إلى فيلم وثائقي للمخرج ستانيسلاف ليتفينوف، فتوقف عند الفنانة ليبكوفسكا وحياتها في أوكرانيا قبل أن تغدو نجمة أوبرالية عالمية، وعن عملها في الجامعة ووفاتها في بيروت، وإحياء ذكراها عبر ترميم ضريحها في مدافن كنيسة الصعود في الأشرفية. ثم توقف عند الأديب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمه الذي درس في أوكرانيا بين عامي 1906 و1911، وعن قصة حبه هناك وأشعاره الأولى التي نظمها. وكانت كلمة لنجيب نعيمه، حفيد الكاتب ، تناول فيها عمق محبة ناسك الشخروب لأوكرانيا شعبًا وأرضًا وتعلقه بها إلى آخر سني عمره. كما عرض السفير أوستاش لمحطات مهمة من تاريخ العلاقات بين الشعبين عبر شخصيات مؤثرة ذكرها في كتابه، من القديسة الشهيدة بربارة التي ولدت في بعلبك وتحفظ رفاتها في كييف، إلى الرحالة فاسيل بارسكي الذي وصف لبنان ورسمه، إلى أغاتانغل كريمسكي وقصصه البيروتية، وصولًا إلى العلاقات الحالية. 

في عرضه الثاني تحدث السفير أوستاش عن طبعة الإنجيل المقدس التي مولها الهيتمان الأوكراني إيفان مازيبا وعلاقته الوطيدة مع البطريرك الأنطاكي إثناسيوس الرابع، وطبع الإنجيل باللغة العربية على يد المطبعي اللبناني عبدالله الزاخر في حلب سنة 1706، ثم عن كيفية العثور على نسخة أصلية من هذا الكتاب وإعادة طبعه في كييف. وقد أهدى السفير أوستاش نسخة منه إلى الجامعة إلى جانب عدد من الكتب الأوكرانية المترجمة إلى العربية.  


تضمن الحفل عرضًا لإصدار جديد للزميل الكاتب والمترجم عماد الدين رائف، وهو ترجمة قصائد مختارة للشاعر الأوكراني فاسيل ستوس (دار المصور العربي). عبّر رائف عن أهمية تنظيم النشاطات الثقافي في هذه الأوقات الصعبة التي يمر فيها لبنان وقرأ قصائد مترجمة. يذكر أنه الكتاب الثاني عشر الذي يترجمه رائف من الأوكرانية إلى العربية. 

إثر الحفل، كشفت الستارة عن تمثال نصفي للفنانة ليبكوفسكا مهدى من أوكرانيا إلى الجامعة، نحته الفنان الأوكراني ميخايلو هورولوفي، تحدث نيابة عنه النحات اللبناني العالمي بيار كرم، متحدثًا عن جوانب في الإبداع الفني في منحوتات الفنان هورولوفي الموجودة في أكثر من مكان في لبنان، وعن حب هذا الفنان للبنان والذي تربطه بكرم علاقة صداقة منذ أيام الدراسة في كييف.  

وتخللت الحفل وقفات فنية مع الغناء الفلكلوري الأوكراني أدتها جوقة "أونوكي" (الأحفاد)، ورقصة لفرقة الأطفال "فيسنا" (الربيع)، ورقصة تانغو للراقصة مارينا دجوزيزيان.