ثم تحدث الدكتورنادرسراج تحت عنوان”العيش المتغيّر وتعبيراته بعيون المستشرقين:بيروت نموذجًا وعرض للمسموعات والملتقطات كنواة للعمل المعجمي لدراسة تنوعات العربية ومستويات العربية بين غيز وماتّسون وبارتيليمي ومونتاي ومحكية بيروت العربية بعيون مستشرق سويدي الذي إعتبر لهجة بيروت من ضمن اللهجات الحيّة والمؤهلة للدرس والنشر والتعميم. وبعدما عرض لتجربة عدد من المستشرقين وآليات تركيزهم على اللغة والمعاجم اللغوية، خلص إلى أن هذه الدراسات خاطبت عقولَ أهل اللغة ودارسيها والمهتمين بتجلياتها، عربًا وأجانب، وأضحت علومًا قائمً
ة بذاتها وامتلكت حيثية واستدامة تعبيرية متواصلة الحلقات، أهلتاها لتدخل في إطارٍ مفهوميٍّ رحبِ الآفاق هو الإنسانيّات، كما أن الجهد الاستشراقي المبذول المدعّم بالقرائن والحجج والشواهد الحقلية ما عاد موضع اهتمام النخب والسياسيين فحسب، بل تحوّل متنًا علميًا راسخًا ذا ثمار معرفية، فاستحق انتباهة يقظة منّا ومن بحاثة كثر.
أما عماد الدين رائف فقد تحدث عن بيروت وتاريخها وما كتبه بعض المستشرقين عنها منذ عام 1883، متوقفا عند أعمال المستشرق الكبير أغاتانغل كريمسكي، الذي حل في بيروت وعاش فيها لنحو سنتين بين 1896 و1898 تاركًا مجموعة قصصة بعنوان "قصص بيروتية" وديوانا شعريًا بعنوان "سعف النخيل". تحدث رائف بالتفصيل عن قصص كريمسكي البيروتية وتفرد كاتبها بوصف النواحي الاجتماعية في حياة بيروت اليومية على عتبة القرن العشرين.