“Аномальна зона” رواية من الأدب الأوكراني صدرت نسختها العربية تحت عنوان "هناك... حيث يختفي البشر" مؤلف الرواية أندريه كوكوتيوخا، قاص وروائي وكاتب سيناريو أوكراني في جعبته عشرات الأعمال المنشورة، وحائز على عدد من الجوائز، منها جائزة "الكاتب الأوكراني الذهبي" (2012). ترجم الرواية إلى العربية عن الأصل الأوكراني المعنون"Anomalous Zone By Andrij Kokotyukha" الأستاذ عماد الدين رائف.
في روايته "هناك... حيث يختفي البشر" (المنطقة الشاذة) يقدّم أندريه كوكوتيوخا وعياً للحظة تاريخية، في إطار سياسي واجتماعي خاص يواكب بداية الانهيار الرسمي للبلاد التي كانت تحمل اسم اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية. عندما بدأت الوحدات العسكرية السوفياتية بالانسحاب من جمهورية ألمانيا الديمقراطية، في تسعينات القرن الماضي.
في تلك الفترة التاريخية التي تسبق وتلي الانهيار وما حصل من تغيرات، عاش أبطال هذه الرواية؛ "هالينا" الممثلة المسرحية وزوجها الضابط "هوربانسكي" قبل أن تأخذه الحرب بطريقها، وآخرون غيرهم؛ ليعود الصحافي شامراي بعد عقود وينشر قصتهما في صحيفة "حقائق لا تصدق"، مع غيرها من القصص التي لا تُصدق، من خطف وأسر وقتل خلّفت لدى الأحياء منهم خرافات وأوهاماً عن أولئك الذين رحلوا من دون عودة، هؤلاء هم من شهدت على أحوالهم ومصائرهم تلك (المنطقة الشاذة) "هناك حيث يختفي البشر"، لتتداخل في هذا النص عناصر التشويق وتحوّلها إلى رواية بوليسية رائدة حول الأراضي المحظورة في محافظة جيتومير الأوكرانية، التي أُخلي سكانها منها إثر انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي في أواسط ثمانينات القرن الماضي، فغدت أراضي ميتة لأكثر من عقدين من الزمن.
يفتح كوكوتيوخا في هذه الرواية أمام القارئ عالم الجريمة المنظّمة في بلاده وتعلُّق الأفراد بالخوارق، وعمل التحقيق الجنائي والصحافة على كشف الحقائق في جو من الغموض. يجيد كوكوتيوخا نسج خيوطه وربطها، مطلاً على العلاقات الاجتماعية المعقدة في المجتمع الأوكراني الحديث.