أعيش حين أكتب

 

كتبت: ناتاليا تشايكوفسكا

الكاتبة ناتاليا تشايكوفسكا

للوهلة الأولى فقط تبدو عملية الكتابة سريعة. يسألني الناس كثيرًا، على حسابي على موقع "إنستغرام"، كيف أتمكن من الكتابة بهذه السرعة، لأن الكتب تبصر النور، وتحدث انطباعًا لديهم كأنني أنتج كتابًا خلال بضعة شهور. ولكن الواقع غير ذلك. وها أنا قررت أن أشرح لكم. صدر كتاب "أعد لي طفولتي" عام 2019، و"الدمية الخزفية" عام 2022. لكنني كنت أكت طوال هذه المدة، وأجمع المعلومات، وشاركت في مسابقات، وطرقت أبواب دور النشر؛ مرّ الوقت وعدت للحصول على مسودات أعمالي فعكفت على تحريرها. لقد كانت عملية طويلة ومتعبة عاطفيًا في آن، لأنه عندما تكتب ولا تنتج شيئًا، يغدو الأمر مرهقًا بعض الشيء. لكنني كتبت. كل هذا الوقت.

بشكل عام، يبدو عملي في الكتابة على النحو الآتي:

في البداية أعيش مع فكرة أفكر فيها بأدق التفاصيل، وقد يستغرق الأمر شهرًا أو شهرين أو ثلاثة... حتى تتواءم جميع التفاصيل مع رأسي. بالنسبة إلى الرواية التاريخية، أبدأ بالتأكيد في دراسة الوثائق الأرشيفية، والبحث عن روايات الشهود العيان، والبحث عن المؤرخين الذين يمكنهم المساعدة وإسداء المشورة، وهذا يستغرق شهورًا أيضًا.

بعد ذلك تأتي عملية الكتابة، فأنتج مسودة النص الأولية  في نحو ثلاثة أشهر، ولكنها تكون مثل خطة مرسومة تتطلب الكثير من العمل. وبعد ذلك تأتي عملية التحرير الطويلة، فأعود أحيانًا إلى النص خمس مرات، وأجري التعديلات وأنظر إلى ما كتبته بعين جديدة. لذلك لا أعرف الكتابة بسرعة وخاصة الرواية التاريخية. ولكن هناك شيء واحد وهو أنني أكتب طوال الوقت.

على سبيل المثال، إن انتهيت من كتابة مسودة إحدى الرويات، أضعها جانبًا وأقوم، على سبيل المثال، بتحرير ثالث لرواية أخرى. وهكذا أكون داخل الدائرة. لدي الآن عملان في الوقت عينه، مثلًا، أحدهما في المرحلة النهائية، والثاني عليه اجتياز جميع جولات التحرير والتدقيق من قبل المؤرخين. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة تساعدني على التحول من موضوع إلى آخر وأن أكون في حال جيدة. 

إنها عملية جاذبة.

بالطبع، هناك أيام لا أكتب فيها، عندما لا أملك ما يكفي من الكلمات، أو عندما أشعر بأنني أحتاج إلى الراحة. وهناك أيام أؤدي فيها عملي الحالي وأقرأ. لكنني أعيش حقًا في تلك الأيام التي أكتب فيها. 


المصدر: حساب الكاتبة على موقع "فايسبوك"