ليسيا أوكراينكا - الأعمال النثرية (1)

ليسيا أوكراينكا. الأعمال النثرية (1)، دراسة وترجمة: عماد الدين رائف (بيروت: دار المصور العربي، 2021). 192 ص. 

لعل أجمل ما حدث معي في زمن كورونا وحجرها الصحي، كان انكبابي على دراسة الأعمال النثرية لأيقونة الأدب الأوكراني لاريسا بيتريفنا كوساتش (1871-1913) الملقبة بـ "ليسيا أوكراينكا"، وما أنتجته خلال سني حياتها التي لم تتجاوز 42 عامًا في الخاطرة والأقصوصة والقصة القصيرة والقصة، وذلك تحضيرًا للاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المئة على ولادتها. كان مرجعي آنذاك المجلد السابع من أعمالها المختارة الذي صدر في كييف عن دار "ناأوكفا دومكا"، سنة 1976. 

رأيت أن أقسم النصوص إلى قصيرة وطويلة، وأن أدرج ترجمة كل منهما في جزء منفرد، شرط أن يكون ترتيبها كرونولوجيًا من الأقدم إلى الأحدث. لكن جملة من الصعوبات كان عليّ تذليلها للوقوف على مراد الكاتبة في أماكن كثيرة من نصوصها، فدرست كل ما وصلت إليه يداي من المقالات العلمية المنشورة عن نثرها. تقاسمت أفكاري مع الزميلة أوكسانا برخوروفيتش بداية، ثم مع البروفيسور إيهور أوستاش والأكاديمية مارينا هريميتش وعدد من الباحثات في الأدب الأوكراني اللواتي لم يبخلن عليّ بالنصيحة والمعلومة والمواد ذات الصلة، ومنهن: آلا ديبا وأولينا أوهنيفا وسفيتلانا كيرليورك وهالينا بيليبنكو... وصدر الكتاب الأول عن دار المصور العربي في بيروت بمؤازرة من رئيسة الجالية الأوكرانية الصديقة إيرينا فيسوتا، بعدما دقق النص الصديق علي كريّم وصممه فنيًا وأخرجه الصديق فؤاد مقداد. كان ذلك قبيل الاحتفال بالذكرى في 25 شباط/ فبراير 2021. 

يضم الكتاب أقاصيص ليسيا أوكراينكا وقصصها القصيرة، التي كتبتها بين عامي 1889 و1913، أي أنها تلخص مسيرتها الإبداعية من عمر الثامنة عشرة حتى وفاتها. وهي ثماني عشرة: هو ذا مصيرها، ليلة العيد، فراشة، أغاني الربيع، في المحنة عبرة، الكأس، ليليا، المدرّسة، السعادة، مدينة الحزن، الأوتار الصاخبة، تأخرت، رسالة من بعيد، لحظة، عدوّان، الكفيف، الشبح، المحادثة. ورأيت أن أضيف إليه قصة غير مكتملة وهي "إقبال هانم"، لأهميتها للقارئ العربي فهي تتحدث عن سيدة مصرية خلال مدة إقامة ليسيا أوكراينكا في مصح مدينة حلوان في السنوات الأخيرة من حياتها. 

#هذا_الكتاب مهدى إلى جميع الذين يؤمنون بخلود الكلمة، وأن الترجمة الأدبية أحد السبل لضخ الحياة فيها كلما خبت..