استضاف "صالون صفصافة الثقافي" في وسط العاصمة المصرية القاهرة، مساء الاثنين الواقع فيه 3 شباط/فبراير 2025، ندوة حول الأدب الأوكراني المعاصر وتاريخ التفاعل الأدبي والثقافي بين أوكرانيا والمنطقة العربية. تحدثت في الندوة الباحثة والمترجمة الأوكرانية أولينا خوميتسكا وأدارها الناقد المصري سمير مُندي.
في الندوة، قدمت أولينا خوميتسكا عرضا تاريخياً للعلاقات الأدبية بين الثقافتين العربية والأوكرانية، حيث أشارت إلى أن تاريخ تلك العلاقات يمتد من نهاية القرن التاسع عشر حين زار المستشرق الأوكراني اغاتانغل كريمسكي بيروت لتعلم اللهجات العربية الشامية، وأقام في المدينة نحو سنتين وكتب عن تلك المرحلة في الكتاب الذي ترجم في بيروت ونشر بعنوان "قصص بيروتية". ولفتت خوميتسكا إلى إقامة الكاتب العربي الكبير ميخائيل نعيمه في أوكرانيا مطلع القرن العشرين، وكان قد توجه إليها بعد حصوله على منحة دراسية جامعية في مدينة بولتافا، وتعرف خلال مدة إقامته فيها على جوانب من ثقافة الشعب الأوكراني.
في الندوة، تحدثت خوميتسكا عن زيارة الشاعرة الأوكرانية الكبيرة ليسيا اوكراينكا لمصر وإقامتها فيها لفترات بين 1909 و1913، حيث كتبت فيها وعنها العديد من القصائد. وعرضت خوميتسكا كذلك للنشاط المتواصل في الترجمة الأدبية بين اللغتين العربية والاوكرانية، والذي تلعب فيه دار صفصافة بإدارة الناشر الأستاذ محمد البعلي، إلى جانب عدد من الدور الأخرى، دوراً ريادياً في الترجمة الأدبية، حيث ترجمت ثلاث روايات حديثة من الأوكرانية إلى العربية مباشرة بالتعاون مع المترجم عماد الدين رائف، كما تُرجمت رواية "الحريم" للكاتب المصري حمدي الجزار إلى الأوكرانية بواسطة "دار صفصافة" العام الماضي.
يُذكر أن خوميتسكا من أوائل المترجمين الذين أعادوا إحياء خط الترجمة بين الأوكرانية والعربية بعد انقطاع دام أكثر من خمسين عامًا، منذ زمن الأديب ميخائيل نعيمه، الذي ترجم جملة من قصائد شيفتشينكو، بينها قصيدة "الميثاق". وقد ترجمت خوميتسكا وفاضل العويل وفولوديمير مارتينيوك مختارات أدبية وفنية لتاراس شيفتشينكو (الكويت، 2016)، وذلك لمناسبة الذكرى المئتين على ولادة الشاعر. كما ترجمت مختارات للشاعرة ليسيا أوكراينكا مع سمير مُندي (القاهرة، 2017) الباحث والناقد الذي أدار الندوة. وشاركت خوميتسكا إلى جانب آخرين في ترجمة "أنطولوجيا القصة القصيرة الأوكرانية" (الرياض، 2021).
تعمل خوميتسكا أستاذة للغة العربية وآدابها في جامعة تاراس شيفتشينكو الحكومية في كييف، وقد تخرج على يدها عشرات الطلاب، ومن بينهم مترجمون محترفون. خلال العقد الماضي نظمت سلسلة من المؤتمرات المتعلقة بتاريخ الأدب العربي في الجامعة، وشاركت في مؤتمرات مختلفة في العالم العربي. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت خوميتسكا ورأست النادي المصري في جامعتها واستقبلت الأساتذة العرب ونظمت محاضرات لهم فيه.